كُنْ مَعَ اللهِ تَرَ الله معَكْ * وَاترُكِ الكُلَّ وَحَاذِر طَمَعَكْ

وَالْزَمِ القَنْعَ بِمَن أَنْتَ لَهُ * فِي جَمِيعِ الكَوْنِ حَتَى يَسَعَك

بِالصَّفَا عَنْ كَدَرِ الحِسِّ فَغِبْ * وَاطْرَحِ الأَغْيَارَ وَاتْرُكِ خَدَعَك

لَا تُمَوِّهْ بِكَ وَاطْلُب مِنْكَ مَا * فرَّ مِنْ يَوْمٍ بِشَأنٍ ضَيَعَك

نُورُكَ الله بِهِ كُنْ مُشْرِقاً * وَاحْذَرِ الأَضْدَادَ تُطْفِي شُمَعَك

ثُمَّ ضَعْ نَفْسَكَ بِالذُّلِّ لَهُ * قَبْلَ أَنَّ النَّفْسَ قَهْراً تَضَعَكْ

وَاعْبُدِ اللهَ بِكَشْفٍ وَاصْطَبِر * وَعَلَى الكَشْفِ تَوَقَّى جَزَعَك

لَا تَقُل لَمْ يَفْتَحِ اللهَ وَلَا * تَطْلُبِ الفَتْحَ وَحَرِّرْ وَرَعَك

كَيْفَمَا شَاءَ فَكُن فِي يَدِهِ * لَكَ إنْ فَرَّقَ أَوْ إنْ جَمَعَك

فِي الوَرَى إِن شَاءَ خَفْضاً ذُقْتَه * وَإذَا شَاءَ عَلَيهِم رَفَعَك

وَإِذَا ضَرَّكَ لَا نَافِعَ مِنْ * دُونِهِ وَالضُّرُّ لَا إِنْ نَفَعَك

وَإذَا أَعْطَاكَ مَنْ يَمْنَعُهُ * ثُمَّ مَنْ يُعْطِي إِذَا مَا مَنَعَك

ليس يوقيك أذاه أحد * وإن استنصرت فيه شيَّعك

إِنَّمَا أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ فَكُنْ * جَاعِلاً فِي القُرْبِ مِنْهُ وَلَعَك

فُزْ بِوَصْلٍ إن تَرَاهُ وَاصِلاً * وَاقْبَلِ القَطْعَ إِذَا مَا قَطَعَك

كُلَّمَا نَابَكَ أَمْرٌ ثِق بِهِ * وَاحْتَرِز لِلْغَير تَشْكٌو وَجَعَك

لَا تُؤَمِّلْ مِنْ سِوَاهُ أَمَلاً * إِنَّمَا يَسْقِيكَ مَنْ قَدْ زَرَعَك

لَيْتَ لَوْ تَشْعُر مَاذَا كُنْتَ مِن * قَبْلُ مَا مَوْلَى المَوَالِي اختَرَعَك

كُنْتَ لَا شَيْءَ وَأَصْبَحْتَ بِهِ * خَيْرَ شَيْءٍ بَشَراً قَدْ طَبَعَك

تَابِعاً كُن دَائِماً أَنْتَ وَلَا * تَتَمَنَّى أَنَّهُ لَو تَبَعَك

لَمَتَى تَبْنِي كَنِيسَاتِ الهَوَى * كَسِّرِ الصَّلْبَانَ وَاهْجُر بِيَعَك

وَدَعِ التَّدْبِيرَ فِي الأَمْرِ لَهُ * وَاصْنَعِ المَعْرُوفَ مَعَ مَنْ صَنَعَك

وَاحْتَفِظ حُرْمَةَ مَنْ يُبْصِرُ إنْ * رُمْتَ فِعْلاً أَوْ تُنَادِي سَمِعَك

وَهْوَ الله الَّذِي جَلَّ فَيَا * عَقْلُ خِفْ مِنْ عَدَمٍ مُبْتَدِعَك

كُنْ بِهِ مُعْتَصِماً وَاسْلِم لَهُ * لَا تُعَانِد فِيهِ وَاهْجُر بِدَعَك

هَذِهِ مِلَّةُ طَهَ خُذْ بِهَا * لَا تُطِع عَنْهَا قُصُوراً دَفَعَك